الخميس, 16 نوفمبر 2023 11:16 مساءً 0 134 0
ماعجز عنه القريب .. فعله البعيد
ماعجز عنه القريب .. فعله البعيد

بقلم / د/ حمزة درة

تداعت عليك الامم يا غزة .. 

 هكذا هو الحال فالجميع تقريبا وقف خلف إسرائيل في خططها لإبادة الغزيين .

لكن انتظروا !...

ليست كل الأمم وليس الجميع هناك امة وشعوب قالوا لا لإسرائيل وقالوا لدينا ضمير وهنا مزيد من التفاصيل ..

حين تسابقت الدول وتحديدا الغربية منها لتقديم الدعم لإسرائيل واعطائهم الضوء الأخضر فيما يقومون به ويوصف بأنه محاولة إبادة للغزيين ، وفي حين بدأ أن القريب والجميع تخلوا عن غزة وتركوها وحيدة بمواجهة رابع أقوى جيش في العالم فيما يتعلق بحداثة التسليح .

أمة لا تنطق بلسان الضاض الذي يتحدث به الغزيون كما لا يتبعون نفس الدين وذات العقيدة ، قرروا أن لا يصمتوا عما ترتكبه الدولة العبرية من جرائم يندى لها الجبين بحسب وصف كثيرين ، ورفعوا سقف التحدي مع تل أبيب ، بل واشنطن من خلفها .. وقالوا لهم انا لكم أن تتوقفوا ، وسنفعل كل ما بوسعنا ليصل صوتنا للجميع .

وما بوسعهم ؟!...

هذا ما سنحدثكم عنه بالتفصيل ..

 

في البداية كانت كولومبيا التي يقف على رأسها مؤخرا ولأول مرة رئيس بميول يسارية يدعى قستافو بيترو ..

وهذا الرجل هو أول يساري يحكم بلاد بابلو اسكوبار منذ إستقلالها .. 

ولماذا قلنا بلاد اسكوبار ؟ 

سنخبركم .. فكولومبيا تاريخيا كانت معروفة كحديقة خلفية يرتع في غاباتها ال CEIA الأمريكية .

فبلاد الكولومبيين كانت مصدر إزعاج للأمريكيين ليس سياسيا ولا عسكريا وإنما بسبب المخدرات ، فقد عملت على إغراق الشوارع الأمريكية بهذا الذهب الأبيض ، ولعل أبرز الأسماء التي يعلمها الجميع هو بابلو اسكوبار ..

الراجل الذي تطلب القضاء عليه إتحاد جيشين هم الكولومبي والأمريكي ولكي لا نبتعد كثيرا عن الموضوع .

كولومبيا مؤخرا إنتخبت رئيسا يساريا كما ذكرنا وهذا الرئيس مخلص لمبادئه التي تربى عليها ، فهو أحد المقاتلين السابقين في الملشيات اليسارية التي لطالما حاربت الحكومة الكولومبية المدعمة أمريكيا ، ولطالما شاهد موت رفاقه على يد الأمريكيين.، ذا لم يكن الرجل لهم يوما المودة . 

ومنذ لحظة وصوله قرر فتح الدفاتر القديمة وطي صفحة كولومبيا كحليف لبلاد العم سام 

فدشن مرحلةً جديدةً مع قوى اليسار في قارته الجنوبية وقال : حي على الثورة على هيمنة الغربيين 

وتصادف بعد وصوله للحكم بعامين أن شنت إسرائيل حربها الأخيرة هذه المدعومة أمريكياً فقرر الرجل لإخلاص لما رفعه من شعاراتٍ والتصعيد مع تل أبيب وسحب السفير. .

 

ومن كولومبيا نطير إلى بوليفيا .

وبوليفيا هذه يا سادة بلد يتوسط القارة الأمريكية الجنوبية ، وحاله كان كحال الكولومبيين .. حيث كان حديقةً خلفيةً للأمريكيين القادمين من الشمال ، علماً بأنه البلد الذي كان أول رئيس له سيمون بوليفار . 

الرجل الذي يعتبر رمزاً للاتينيين للتحرر من هيمنة الإستعمار ، لكن علقت بعد ذلك البلاد في شراك الأمريكيين وظلت حتى جاء لحكمها أول رئيس من السكان الأصليين وربما سمع بأسمه كثيرون ، ايفو موراليس . 

الرجل الذي يكره إسرائيل وسبق له أن قطع علاقاته معهم على خلفية حربهم على غزة عام ألفين وتسعة عشر ، قبل ان يغادر الحكم مكرها.

وتأتي للحكم سيدة بميول غربية هي جانين انياز . 

التي أعادت علاقات بلادها مع تل أبيب ، ثم لتغادر الحكم بعد عام ويصعد بدلا منها رئيس جديد هو لويس ارسي . 

وينتمي لذات المعسكر الإشتراكي اليساري الذي بدأ يجتاح قارة اللاتينيين ، وهذا الرئيس بدأ مترددا مطلع الحرب الاسرائيلية المسمات عدوان ، وأكتفت بلاده بتصريح أدان فيه كل من حماس بداية ورد الفعل الإسرائيلي العنيف، 

لكن خرج الرئيس السابق والمرشح المحتمل ايفو مورالس للقول : ان هذه ليست قيم البوليفيين .. 

ليقرر الرئيس الحالي ارسي لويس أن لا يدع مورالس يزاود عليه ، فلم يكتفك ك كولومبيا وغيرها بإستدعاء السفير ، بل قطع علاقات بلاده كليا مع اسرائيل .

 

ومن بوليفيا لبلد لاتيني آخر هو تشيلي ، التي يقف على رأسها رئيس يكره اسرائيل ( كره العمى ) كما يقال بالعامية ، وهو غابرييل بوريك

المحسوب ايضا على اليسار الراديكالي ، والذي سبق له ان زار فلسطين بل ووصف إسرائيل بأنها دولة فصل عنصري وتسعى لإبادة الفلسطينيين ، كما عمل على فتح سفارة لبلاده في أراضي السلطة الفلسطينية ، وهذا الرجل كان ينتظر فقط شرارة لإستدعاء سفيره ردا على ما ترتكبه إسرائيل من جرائم على حد وصف بيان بلاده . 

 

ومن تشيلي نطير الى هندوراس التي هي الأخرى إستدعت سفيرها للتشاور بسبب ما وصفتها بانتهكات القانون الانساني الدولي في قطاع غزة ، وهندوراس ايضا يحكمها اليسار الذي تتزعمه زيومارا كاسترو 

أول رئيسة تصل لهذا المنصب في ذلك البلد الذي يتوسط قارة امريكا الوسطى . 

 

لتصبح القافلة هكذا تتكون من كل من كولومبيا وبوليفيا وتشيلي وهندوراس ، لكنهم ليسوا وحدهم ، فالمكسيك لمحت والبرازيل كذلك وربما ينضم إليهم المزيد . 

مما يعني ان قارة اللاتينيين أظهرت عدم حبها لإسرائيل ، ولعل أسبابا كثيرة تقف خلف ذلك كله ، فأولا عانت القارة كما ذكرنا من هيمنة الأمريكيين والغرب عليها لسنواتٍ طويلة ، وعانت كثيراً من التهميش ، كذلك تعتبر القارة اللاتينية موطناً لليسار في العالم .. ومعلوم مبادئ اليسار في الثورة على الظلم والطغيان ورفض الإستعمار ، ورفقة هذه الأسباب يأتي الحضور الفلسطيني والعربي اللافت في القارة .

حيث ومنذ مطلع القرن العشرين هجر كثيرون من العرب وتحديدا من بلاد الشام نحو القارة الجنوبية بحثا عن فرص وحياة جديدة ، وهنا أستوطنوا وكونوا جماعات وبات لهم كثير من النفوذ وخاصة في الإقتصاد .

هذه العوامل معا ساهمت بأن تتخذ القارة اللاتينية هذه المواقف التي وصفها كثيرون بأنها أكثر قوة وحزما من مواقف حتى بعض الدول العربية بل والإسلامية التي ترتبط بعلاقات مع إسرائيل وهذا ما جعل لقصة بلاد اللاتينيين قصة تروى مع فلسطينن ، ونحن هنا سردناها لكم .

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر
غزة فلسطين الضفة الغربية وقطاع

محرر المحتوى

د/ حمزة درة
مجلس الإدارة
رئيس مجلس الإدارة رقم القيد / 002AN01

شارك وارسل تعليق

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من إرسال تعليقك